قبل عقود قليلة كانت استخدامات الذكاء الاصطناعي تبدو خيالية وبعيدة المدى ولا تظهر إلا من خلال الأفلام العلمية والتخيُّلية، ولكنه الآن أصبح واقعًا ملموسًا لا تنفك استخداماته في التنامي يومًا بعد يوم، إذ تظهر شركة IPlytics المختصة في الأبحاث “أن عدد براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بلغت 78,085 في العالم خلال العام 2019م”، حيث دخل إلى حياتنا بطريقة سهلة ومُساعدة، ابتداءً من معرفة الطرق الأكثر اختصارًا والأقل ازدحامًا ونحن في طريقنا إلى العمل إلى مهامنا الكبرى داخل المكاتب وفي غرف العمليات والمرضى.
ومن المجالات التي أثبت بها الذكاء الاصطناعي حضوره والتي تشهد نموًّا كبيرًا هي الصحة الرقمية؛ إذ ترك أثرًا واضحًا في حياة الإنسان من خلال المعالجات العديدة لكثير من البشر وإنقاذ الأرواح من الأمراض المزمنة في وقت قياسي، وهذا هو الأمر الذي تنبهت له شركة سدم، مما دفعها إلى تبنيه كما جاء في كلمة للرئيس التنفيذي (الدكتورة سلوى الهزاع): “آملين أن يكون استثمارنا في التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي مساعدًا في تقديم حلول تقنية متقدمة لمساندة الممارسين الصحيين، لتمكينهم ودعمهم لرفع جودة الأداء وتعظيم قيمة الإنتاج في جميع بيئات عملهم المتنوعة”.
انطلقت شركة سدم بأعمالها في عام 2019م من مقرها في مدينة الرياض كمطور محترف لخدمات التكنولوجيا الرقمية، فاستخدمت الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتقدمة لمساعدة مختلف قطاعات العمل في السوق السعودي، كما تعتمد منهجًا علميًّا متطورًا يركز على البحث والدراسة لاحتياجات قطاعات العمل، ومواكبة آخر ما توصلت إليه التقنيات العالمية لتنفيذ وإتقان أحدث الحلول للكشف عن الأمراض واعتماد إستراتيجيات للعمل الطموح وتطويرها، كما عملت على أن تكون بيئة العمل أكثرإنتاجًا؛ وذلك من خلال استثمار أحد العناصر المهمة في المملكة ألا وهو المواطن السعودي وإمكانياته وخبراته المتنوعة والأكاديمية في هذا المجال، إذ يشكل المواطن السعودي أحد أهم الأصول في الشركة واستثماراتها.
إن المملكة العربية السعودية أصبحت اليوم في مصاف دول مجموعة العشرين باستخدامات الذكاء الاصطناعي، ومصدرًا أوليًّا ومرجعًا في هذا المجال، وتعمل على إنشاء بيئة محفزة وداعمة وحاضنة لتقنياته، كما ذكر معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه: “إن المملكة عازمة على تطوير الحاضر الرقمي وبناء مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والابتكار، الأمر الذي يعزز من مسيرة المملكة ورسم مستقبلها نحو الريادة في مجال التقنية والابتكار”.
ويأتي سعي المملكة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي وتعميمه في شتى قطاعات الحياة بهدف تعزيز جودة الحياة للمواطن السعودي كونها أحد أهم أهداف برامج تحقيق الرؤية 2030.